بقلم: يا مهدي أدركني الحلقة العشرون الخطوة الواحدة والستون رويَ أنَّ رجلًا من الأنصارِ كانَ يجلسُ إلى النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله)، فيسمعُ منه الحديثَ فيُعجبه ولا يحفظه، فشكا ذلك إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال له الرسول (صلى الله عليه وآله): "استعِنْ بيمينِك، وأومأ بيدِه أي: خُطّ"(1). لقد زوّدَ اللهُ (تعالى) الإنسانَ بالجوانحِ والجوارحِ، وهما يعملانِ معًا للوصولِ إلى التكامُلِ، كما وهبَه العقلَ وميّزَه به عن بقيةِ خلقِه ليتكاملَ به، ولكنّه يحتاجُ إلى عاملٍ مُساعدٍ ليُحقِّقَ ذلك التكامُلَ، فأفاضَ عليه بجارحةِ اليدِ؛ ليكتبَ ما يسمعُ ويدوِّنَ الإشكالاتِ والمسائلَ الدقيقةَ والنفائسَ من العِلم، ولا يعتمد على ذاكرتِه؛ فهي قد تخونُه، أو قد تتموّجُ انعكاساتُها فتختلط عليه الأمورُ وتضيعُ منه تلك النفائس. الخطوة الثانية والستون رويَ عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "لَا يُقِيمَنَّ أَحَدُكُم أَخَاهُ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ يَقْعُدُ فِيهِ، وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا أَوْ تَوَسَّعُوا"(2). على طالبِ العلمِ أنْ يكونَ خفيفَ الظِلِّ كُلّما ازدادَ علمُه، فلا يُثقِلُ على الآخرين، فإنْ دخلَ مجلسًا فلا يُزاحِمُ أحدًا في مجلسه، فلا يرضى أنْ يقومَ أحدٌ ويؤثرَه على نفسِه، فإنّ هذا ليسَ من خِصالِ أهلِ العلم. الخطوة الثالثةُ والستون رويَ أنّ أنصاريًا جاءَ إلى النبي (صلى الله عليه وآله) يسألُه، وجاءَ رجلٌ من ثقيف، فقالَ رسولُ الله (صلى الله عليه وآله): "يا أخا ثقيف، إنّ الأنصاري قد سبقَك بالمسألة، فاجلس كيما نبدأ بحاجةِ الأنصاري قبل حاجتك"(3). إنَّ العلمَ كحبّاتِ السُكّرِ تتركُ أثرًا حلوًا أينما تحلّ، وهكذا طالبُ العلمِ هو وعاءٌ للعلمِ وحلاوتُه في حُسنِ أخلاقِه، فلا يتقدّمَنَّ على غيرِه من دونِ رضاه، وينتظر نوبته. فالعلمُ مرآةٌ لمكارمِ الأخلاق وكمالِ الصفات. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار، ج 2، العلامة المجلسي، ص 154 (2) مستدرك الوسائل، 9/ 159/ 10549 (3) البحار: 2 / 63 / 15
اخرىوُلِدَ الشُّمُوخُ عدنان الموسوي عَبَقٌ قَد جَاءَ مَعْ رِيحِ الصَّبا فَتَغَنَّت طَـــرَباً كُــلُّ الرُّبَــى وَقُـرَى يَثرِبَ لمَّــا سَمِعَــت أَعذَبَ الأَلحانِ أَبدَت عَجَبا وَإِذا بالصَّـوتِ قد ذاعَ لقد أَنْجَبَـت بَضعَــةُ طَـه زَينَبا إنَّهــا رُوحٌ نَمَاهــا أَحمــــدٌ وَلَــهُ بالفَخــرِ حازَت نَسَبا وَأَبُـــوها حَيــدرٌ أكــرِمْ بِــهِ مِن وصيٍ قد سَقاها حَسَبا وَرَثِـــت مِن أُمِّـــها فاطِمةٍ كُـلَّ فَضــلٍ وَشُمُــوخٍ وَإِبا ٥ جمادى الأولى ١٤٤٣
اخرىسبعةُ نشاطاتٍ لتخفيفِ التنمُّر الأُسري بقلم: حسن عبد الهادي اللامي يظهرُ من خلالِ المُلاحظةِ والتجربةِ أنّ حالاتِ التنمُّرِ الأُسري تحدثُ نتيجةَ التغذيةِ السلبية التي يتلقاها أفرادُ الأسرة سواءً أكانَ مصدرُها الأبَ والأُم؛ أم أحد أفراد الأسرة المصابين بحالاتٍ مرضيةٍ نفسيةٍ كالاكتئاب، أم فوران المشاعر والعصبية وغيرها. وتعدُّ حالاتُ الإدمانِ بالجلوسِ على الإنترنت والتصفُّحِ العشوائي والفوضوي لمواقعِ التواصُلِ وما تتضمنّه من محتوى سلبي؛ مما لها تأثيرٌ كبيرٌ في تجذيرِ حالاتِ تعكُّرِ المزاج وفورانِ الأحاسيسِ السلبيةِ الحادةِ التي قد تدفعُ إلى التنمُّرِ والسلوكِ الحادّ والعنيف. ولتخفيِف حالات التنمُّرِ الناتجةِ عن التغذيةِ السلبية -سواء أكان مصدرها البيئةَ الأسريةَ أم الاجتماعيةَ أم المواقع الافتراضية- نضعُ بين يدي الأُسَرِ عدّةَ نشاطاتٍ تنفعُهم في تلافي تلك التغذية واستفراغها والتخلص منها، وهي: 1- الأنشطةُ البدنيةُ: كممارسةِ الرياضةِ في البيت، ومزاولةِ الأعمالِ المنزلية، أي السعي لاستفراغِ الطاقةِ السلبية عبرَ بذلِ مجهودٍ بدني، ومن المفيدِ جدًا الارتباطُ بنادي رياضي لمُزاولِة التمارين الرياضية وأهمُّها السباحة. 2- الأنشطةُ الفنيّةُ: كالرسمِ وتعلُّمِ التصوير ومُمارِسة الهوايات الفنية الأخرى، ومن المفيدِ جدًا الجلوسُ في أماكنِ التنزُّهِ والترفيهُ وممارسةُ الرسم والتصويرُ.. كما أنَّ للاشتراكِ بقراءةِ الأناشيدِ المُباحةِ شرعًا أثرَه النفسي في التعبيرِ من خلالِ الأصواتِ المنغمة بالقصائدِ الهادفةِ وتبادُل الأشعارِ عن المحبةِ والوئام والوفاء. 3- تعلُّمُ المهنِ والحِرَفِ النّافعةِ كالخياطةِ والتطريز وتصليحِ الأجهزةِ الإلكترونية، ومن المفيدِ أنْ يشتركَ أفرادُ الأسرةِ في تبادُلِ وجهاتِ النّظرِ والعملِ الجماعي. 4- الألعابُ الجماعيةُ المُسليةُ: كألعابِ الألغازِ الفكريةِ وحلِّ الكلماتِ المتقاطعة، ولا يخفى ما للعبِ مع الأطفال ومُشاركتهم من أثرٍ نفسي في تعميقِ أواصرِ التواصُلِ وتبادُلِ الأنشطةِ في جوٍّ من المرح والسرور. 5- النومُ والاسترخاء: فللجسمِ طاقةٌ محدودةٌ، والضغطُ على النفسِ بكثرةِ العملِ يجعلُ الإنسانَ مُتوترَ الأعصابِ يغضبُ لأتفهِ سببٍ، والنومُ والاسترخاءُ بصورةٍ كافيةٍ يعيدُ للجسمِ حيويته ونشاطه. 6- قراءةُ الكتبِ والمجلّاتِ الورقيةِ لموضوعاتٍ فكريةٍ وأدبيةٍ وأُسرية... دون الكتبِ الإلكترونية، وفتحُ نوافذِ الحوار مع أفراد الأسرةِ لتبادُلِ الآراءِ والأفكار حولَ موضوعات الكتاب. 7- إقامةُ مجالسِ الوعظِ والتذكيرِ والصلاةِ جماعةً، وتلاوةُ القرآنِ الكريم وقراءةُ الأدعيةِ في ليالي الجمعِ بصورٍة جماعية؛ فهي واحاتٌ روحانيّةٌ تُهذِّبُ النفوسَ من دوافعِ الشر. )
اخرى