إنّ في ساحة الطفّ عبقريَّة إذا اقترن بها تَوْق الإنسان، واقتنص جناحاً من أجنحة معارفها... طارت به إلى سماوات أخرى... سماوات تجعل الإنسان إنساناً.
اخرىقالوا: التصميم الأعظم… قلنا: بل إن المصمم الأعظم هو الذي صاغ من الطفّ ملحمةً... علمت الإنسان كيف يرفض الذلّ والهوان... وكيف يختصر الأجيال في نيف وسبعين درساً خالدًا.
اخرىركضة طويريج١٩٦٦ ركضة طويريج٢٠١٩ فرق توقيت... فقط؛ وَإلّا فالتوفيق ذاته!
اخرىكيف ماتوا؟ لماذا؟ أين؟ أين الاستعداد المسبق؟ لماذا لا تحدد أعداد للزائرين من خارج العراق؟ إلخ... أسئلة لها أول... ليس لها آخر؛ بعد ركضة طويريج ٢٠١٩ الجواب واضح... بكل يقين وحب... بقصيدة المرحوم حمزة الصغير: (يا سعد حظها نشكر سعوانها) *بعد ركضة طويريج ١٩٦٦ .
اخرىفي وسط الصرخات التي تعالت من تلك الحناجر الموالية لبيك يا حسين لبيك يا حسين وعند باب الرجاء قُبِل النداء من سيد الشهداء
اخرىمن أين له هذه القوة؟ سألوا متعجبين؟ ماعرفوا أن الشهيد استلهم شجاعته من قوة نحر الرضيع!
اخرىيا ليتنا كنا معكم... أعطت ثمارها بتلبية نداء المرجعية فتسابق أبناء الزهراء لبذل الدماء لنصرة الدين... إلا تَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ.
اخرىبقلم: نرجس مهدي بين آهاتي ودمعاتي... فتحت أوراقي لأحكي ما جرى يوم المواراة... بأي جرح أبدأ وعن أي هول أتحدث... غص قلمي بدمع الألم واختنق بعبرتي ... ليحكي ما جرى في عرصة تحولت من أرض قاحلة إلى جنة عامرة... ها هي الرمال الحارقة... لم تعد حارقة بعد الآن... بل تلمسها تراها ندية بالرغم من حرارة الشمس... إنها دموع الرمال قد تفجرت عيونها حزنًا لما جرى يوم الطفوف... تمتزج دموعها بعطر ملكوتي تنتشي منها الأرواح... يرتفع ليعانق نور السماء، فتحن ملائكة الرحمن له... فتستأذن وتنزل لتتعطر... وتتعفر بتلك الرمال... سألتكِ يا رمال: أي نور تعكسين للسماء السابعة؟! فتنوح لرؤيته سكان السماوات قبل الأرضين؟! وترتشف منك ملائكة الجنان عبيرًا ينعش الضمير؟! أيتها الرمال، حدثيني: أي سر تحملين وأي كنز تحتوين... وأي جسد تضمّين... وكل يوم لأجلهم تنوحين.. ويؤلمك نياح الباكين والمحبين؟! عن ذلك اليوم الحزين حدثيني.. وجراح قلبي التي لا تبرء فداويني.. تحدثت رمال كربلاء بحديث شجي، وبكت عيونها دمًا عبيطًا... ماذا أقول؟ فبعد أن غادر الجميع وتركوا الجثث الطواهر مثخنة بالجراح ودماؤهم تنساب خلالي .. احترقت حزنًا، وأنيني أيقض وحوش الفلوات.. فناحت نياح الثواكل... فارتجّ المكان وأمطرت السماء دمًا قانيًا حزنًا لسيد الشهداء (عليه السلام)، وتفجرت عيون رمالي بالدماء... فسالت الدماء أنهارًا لتسقي أرضًا مشى عليها أشباه الرجال... شحوا بدمائهم لنصرة الحق.. ورضوا أن يكونوا مع الباطل متآزرين... وفي تلك الأثناء.. نزل هودج النور من السماء مكللًا بتاج الكرامة، تحفُّه ملائكة الرحمن.. له عمود نور يشق الظلام.. نزلت من الهودج جوهرة مكللة بالسواد محنية الظهر ناحلة الجسد... إنها أم الحسنين سيدة النساء (عليها السلام).. جلست بالقرب من جسدٍ سجدت عليه سيوف ورماح... تمسح حبات رملي التي تعلقت بجسده الطاهر، والتي تمنت أن تنال شفاعة سيد الشهداء... نعم، ثلاث ليال نياح وبكاء وعويل... جفت دموع الرمال... ولم تستطع أن ترى بعيونها شيئًا.. إلا أنها لمحت قادمًا من بعيد حسبته سرابًا ملثمًا قد أحنت الأحزان ظهره... وتكسرت الآهات في صدره... وحديد الجامعة أثّر في عنقه... وأنهار الدموع محفورة في خده... لم نعرفه في البدء.. ولكن أنفاسه الحارقة وعيونه الغارقة... ولوعة أنينه... عرفنا أنه إمام الخلائق عليل كربلاء... إمامنا السجاد... تجمعت حشود بني أسد حوله ليعينوه في أمره... وقد سمح لهم بذلك في كل المواقف إلا واحدًا... عندما توجه الى جسد الشهيد كادت روحه تصل التراقي من شدة أحزانه فطلب حصيرًا ليجمع الأوصال الطاهرة، وكان هناك من يعينه، نزلت ملائكة السماء صفوفًا تعزيه وتعينه وتلثم حبات الرمال وتحمل معها في قوارير النور تربة الشهيد... وسماء الدنيا بين عروج وهبوط... أكمل الإمام (عليه السلام) المواراة وجمعنا حول قبره الشريف، نلطم وننوح وتعزي أحدانا الأخرى.. رحل الإمام السجاد (عليه السلام) تاركًا دموعه التي لم تجف يومًا على حبات الرمال... ولا زالت تحكي يوم المواراة للأجيال... ويتجدد العزاء في كل حين... حتى ظهور الموعود... فيأخذ بثأر جده والبسمة لشفاه شيعته ستعود...
اخرىكشمعة أنا تنير ظلمات الحياة... ضحيت بنفسي لأخرجهم إلى النور... فعجبًا ممن قالوا: ما باله ينتحر
اخرىتقيدون أنفسكم بعادات بالية! كلا... بل نعانق ملائكة السماء حزنًا لمصاب أبي الأحرار.
اخرىماءٌ على طول طريق كربلاء... جاء معتذرا للمولى أبي عبدالله... ويطلب الصفح من طفله الرضيع...
اخرى