مدونة الكفيل

من وصايا الإمامِ الباقرِ (عليه السلام) لتلميذِه العالمِ جابرٍ بن يزيد الجعفي، أوصيك بخمس: ... إنْ ظُلِمْتَ فلا تظلمْ. من مِنّا لم يتّعرضْ للظلم في حياته؟! ولكن هذا ليسَ بالمُبرِّرِ الكافي ليجعلك تتحوّلُ إلى ظالمٍ؛ نتيجةَ الإسرافِ في الانتقامِ أو الاعتيادِ على الظلم...

في مولدِ باقرِ العِلم بقلم: الشيخ سلمان جواد العوى وباقرُ علمِ الآلِ في الناسِ يُولَدُ فبُوركَ مولودٌ وبُورِكَ والِدُ ففي غرّةِ الشّهرِ المُرجّبِ مَحفَلٌ نُجَدّدُ فيهِ العَهدَ واللهُ يَشهَدُ فمِنْ حقِّ آلِ المُصطفى خيرةِ الورى على الخَلقِ تَجديدُ الوِلاءِ وتُحمَدُ وأعظمُ آلاءِ الإلهِ على الورى ولاؤهُمْ والآي ذِكرٌ يُردَّدُ فكم آيةٍ تُتلى بمَحفلِ مَعشرٍ لفضلِهمُ جاءَ الكتابُ يُعدَّدُ همُ الملأ الأعلى وهُم بابُ حِطّةٍ هُمُ الطاهرونَ الأكرمونَ لهُم يدُ على كُلِّ مخلوقٍ فهُم علةُ الورى هُمُ وجهُ ربِّ الخلقِ والحقُّ سَرمَدُ فذا باقرُ العلمِ الذي ربُّهُ اصطفى سميُّ رسولِ اللهِ هذا مُحمّدُ بَدَا نُورُهُ الوضّاءُ من دارِ أحمدٍ فقُرّتْ عُيونُ الأوليا حينَ يُولَدُ وزُفّتْ تباشيرُ الهَناءِ فهلّلتْ لمولدهِ المَيمونِ غُرٌّ أماجِدُ أفاطمُ يا بنتَ الكرامِ لكِ الهنا بخيرِ وليدٍ في الأنامِ يُمجَّدُ فيا نبعةَ الهادي النبيّ مُحمّدٍ ويا بهجةَ الزاكي بكَ الحقُّ يخلُدُ فَطُبتَ نباتًا من كِرامٍ أعِزّةٍ ومن كُلِّ ميمونِ النقيبةِ يُوجَدُ فباقرُ علمِ الآلِ نبعتُك التي لهُ أنتَ أصلٌ والكرامُ تُمجَّدُ عليكم صلاةُ اللهِ في الناسِ لم تَزَلْ بليلٍ نهارٍ في الورى تتردّدُ

من وصايا الإمامِ الباقرِ (عليه السلام) لتلميذِه العالمِ جابرٍ بن يزيد الجعفي، أوصيك بخمس: ... وإنْ كُذِّبْتَ فلا تغضبْ. إنْ كُنتَ صادقًا حقًّا حتى مع نفسِك فلا تكترثْ لرأي الآخرين، ولا تمنحْهم فُرصةَ السيطرةِ على سلوكياتك. فإنَّ الحقيقةَ مهما سعى من سعى لإخفائها ستبقى واضحةً لمن يبحثُ عنها.

من وصايا الإمامِ الباقرِ (عليه السلام) لتلميذِه العالمِ جابرٍ بن يزيد الجعفي، أوصيك بخمس: ...وإنْ مُدِحْتَ فلا تفرحْ. الإطراءُ الذي تحصلُ عليه من الآخرين -حتى وإنْ كُنتَ تستحقُّه فعلًا- لا تدعه لأنْ يكونَ مدخلًا للعُجبِ فيوقعك في شباكِ الكِبر. كن حذراً.

من وصايا الإمامِ الباقرِ (عليه السلام) لتلميذِه العالمِ جابرٍ بن يزيدِ الجعفي، أوصيك بخمس: ... وإنْ ذُمِمْتَ فلا تجزعْ. هناك نوعٌ من البشرِ همُّهم الوحيدُ البحثُ عن سلبياتِ الآخرين وانتقادهم وتسقيطهم، فلا تكترثْ لهم، ودعْ ثقتَك بنفسِك وعلاقتَك بإلهك هي وسيلتَك للوصولِ إلى التكامُلِ الذي تسعى إليه.

(98) ما أجملَ رائحةَ العودِ المُمتزجة برائحةِ القهوة! حثّتِ الرواياتُ الشريفةُ على استحبابِ العملِ الجماعي لبعضِ الأعمالِ كالصلاةِ والدعاء، فلكُلِّ مؤمنٍ عطرُه الخاصُّ به، وبامتزاجِ شذى تلك النوايا الخالصةِ سيتضاعفُ لهم الثواب.

مُحاضراتٌ تنمويةٌ في فنِّ الإقناع آليةُ تغييرِ القناعة(3) بقلم: د. طالب الوائلي *العنصر الثالث: المسافة الفكرية (Distance) دائمًا ما توجدُ مسافةٌ فكريةٌ بينك وبين مَن يفرضُ التغيير، فإنْ أردتَ أيَّ تغييرٍ فلا يُمكِنُ بشكلٍ مُباشرٍ؛ لوجودِ تلك المسافة. ومن هُنا يجبُ مُراعاةُ تلك المسافةِ الفكريةِ وإشباعه النفسي، فمثلًا لو أراد من يقرأ كتبًا قصصيةً ممّن يقرأُ الكتبَ العلميةَ أنْ يُشاركه في قراءةِ النوعِ نفسِه من الكتبِ التي يقرأها، فلا يُمكِنُ ذلك بشكلٍ مُباشرٍ لوجودِ تلك المسافة الفكرية، ولعلاجِ هذه المُمانعةِ نحتاجُ لتقريبِ المسافةِ للمُنتصفِ ومن ثم نبدأ بتغييرِ قناعته، كأن تقصّ عليه قصّةً أثّرتْ في تقدّمك وتطوّرك، بذلك تكونُ قد قرّبتَ المسافةَ بين ما يقرأه هو وما تريدُ منه أنْ يقرأه، ومن ثمّ من الممكن أن يقرأ القصص. وكمثالٍ للقصةِ التي تقصّها عليه تكون عن شخصيةٍ علميةٍ تُعاني من عُقدةٍ نفسية مما جعلها تصرفُ النظرَ عنِ الاهتمامِ بنفسِها والالتجاء للعلمِ والفرحِ بتلك الشهاداتِ العلمية حتى وصلت إلى أعلى شهادة وهي على ما هي عليه من الحزن والتعاسة، عندئذٍ اكتشفتْ أنَّ تلك الشهاداتِ لم تحل تلك العقدة فما كانَ منها إلا أنْ تعرضَ نفسَها على طبيبٍ نفسي وتقعَ في حبّه وكذلك هو بعدَ أنْ وصلَ إلى حلٍّ لتلك العقدةِ لتعودَ لحياتُها طبيعيةً وتنتهي القصةُ بزواجهما. مما يعني أنَّ تلك الشهاداتِ ليست سوى أمرٍ مُستحبٍ، ومن المهمِ أنْ يعيشَ الإنسانُ طبيعتَه التي فُطِرَ عليها. *العنصر الرابع: نقطةُ الشكِّ وعدمُ اليقين ( un certainty ) : عادةً يُحبِّذُ الناسُ ما هو مُتيقَنٌ منه، ولا يسلكون الطريقَ المجهول؛ لكونه مجهولًا. ومن هنا فعندما يريدون تغييرَ قناعةِ إنسانٍ وتبديلَ طريقه من الطريقِ الذي هو متيقنٌ بما فيه إلى طريقٍ آخر يجهلُ ما فيه، حتى لو كانَ في أصلِه أفضلَ من الطريقِ المُتيقن فلا يُمكِنُ ذلك ما دامَ مجهولًا. ولعلاجِ ذلك لا بُدّ من تبيانِ ذلك المجهول وكشفه له وبعدَ ذلك عرضُ تغييرِ قناعاته عليه، فمثلًا لو خيّرتَ شخصًا بين إعطائه مائة دولار وبين إعطائه ظرفًا مغلقًا يجهلُ ما فيه، ستجدُه يختارُ المائة دولار حتى لو احتمل أن ما في الظرفِ مبلغ أكبر، والسببُ يكمنُ في أنّه مجهولٌ على عكس ما لو بيّنتَ له أنّ ما في الظرفِ يفوقُ ما تتوقّعه، قائلًا: قد يصلُ إلى تغييرِ وضعك المالي المُتدني بشكلٍ جذري، عند ذلك ستجدُه يُفكِّرُ في اختيارِ الظرفِ المُغلق. *العنصر الخامس: الدليل الاجتماعي (Collaborative evidence): يقولُ علماءُ الاجتماع: إنّ وجودَ عنصرٍ اجتماعيٍ بارزٍ له تأثيرٌ قويٌ في تغييرِ قناعةِ الإنسان مهما كانَ ممانعًا؛ لما يبثّه من طمأنينةٍ في كونه صحيحًا، فمثلًا لو أردتَ تغييرَ قناعةِ إنسانٍ للسكنى في حيٍ آخر فوجودُ شخصياتٍ اجتماعيةٍ بارزةٍ في الحي الجديدِ كفيلٌ في التأثيرِ فيه وإقناعه بالانتقال. ولو أردنا مثلًا تغييرَ قناعةِ فتاةٍ لتدخلَ السلكَ الحوزوي نُشيرُ لها حينئذٍ إلى أبرزِ الشخصياتِ النسويةِ الموجودةِ في الحوزة، وكيفَ أنّ الحوزةَ هي من صنعتْ هذا النموذجَ الاجتماعي وجعلته بهذا الشكلِ من الثقافةِ والعطاء، فيكونُ وجودُ هذا العنصر كفيلاً بطمأنينةِ الفتاةِ للدخولِ في الدراسةِ الحوزوية. بهذه العناصرِ الخمسة التي أشارَ لها الكتيبُ والتي تكونُ حائلًا دونَ تغييرِ الإنسانِ مع حلولها نكونُ قد تعرّفنا على وسائلَ إقناعيةٍ كثيرةٍ وكفيلةٍ في نسفِ تلك الموانعِ واجتيازها؛ لخلقِ جيلٍ واعٍ ومثقف.

فوائدُ من كلماتِ العِترةِ الطاهرة(94) رويَ عن الإمامِ علي (عليه السلام): "جالسِ العلماءَ يزددْ علمك، ويحسنْ أدبك، وتزكُ نفسك"* .......... من الفوائدِ العظيمةِ التي تُصاحِبُ الجلوسَ مع العلماءِ هي زيادةُ المعرفةِ والاستنارةِ بنورِ العلمِ والفهمِ؛ فمن جالسهم لم يسمعْ منهم غيرَ ما يؤدّي إلى كمالِ المعرفةِ والبصيرةِ في الدين. ولذا يُرغِّبُ الإمامُ (عليه السلام) المؤمنين في اختيارِ مُجالسةِ أهلِ العلمِ إنْ أرادوا الخروجَ من الظلمةِ إلى النور والابتعادَ عن مواطنِ الجهل. *ومن الفوائدِ التي تُكتَسَبُ من مُصاحبةِ العلماء كما يُشيرُ الإمامُ (عليه السلام) هو حُسنُ الآداب، وإنَّ مُجالسةَ العلماء ينتجُ منها تلقائيًا التأدُّبُ بالآدابِ الحسنةِ والتخلُّقُ بالأخلاقِ السليمةِ بأنْ تقعَ تصرُّفاتنا ضمنَ الخطوطِ والحدودِ المقبولةِ إنسانيًا واجتماعيًا؛ ليرتقيَ هذا السلوكُ بالفردِ والمُجتمعِ إلى المُستوياتِ العاليةِ من التعايُشِ الاجتماعي وسيادةِ الأخلاقِ والآدابِ فيما بينهم. *ومن الفوائدِ التي تأتي في إطارِ مُجالسةِ العلماءِ هو ما يرتبطُ بالجانبِ النفسي والمعنوي؛ إذ إنَّ النفوسَ ستتحلّى بالكمالاتِ المعنوية، وتتخلّى عن الصفاتِ الدونيّة، ويرتقي بنفسه إلى مرتبةٍ من الرُقيّ والصفاءِ الروحي. ــــــــــــــــــــــــــــــــ *غرر الحكم:4786

بلسمُ روح (3) بقلم: فاطمة البعّاج عودةُ الحياةِ إلى منزلِ السيّدِ هاشم... بعدَ مرورِ شهرينِ على أُمِّ سلمان وهي مُمدّدةٌ كجُثّةٍ بلا روحٍ بينَ أجهزةِ المشفى، تاركةً روحَها تطوفُ على من تُحِب.. على إمامِ زمانِها (عليه السلام)؛ إذ تتمنّى الالتحاقَ به، وحولَ عيالِها؛ إذ اشتاقتْ إليهم، وحولَ بيتِها الذي تتمنّى العودةَ إليه.. وإذا بِاللُطْفِ الخفيّ منه (تبارك وتعالى).. حيثُ يدبُّ النشاطُ في جسدها النحيل شيئًا فشيئًا، فتلبس ثيابَ العافيةِ وتستعيد قوتَها وتستفيق من غيبوبتِها بعد إصابتها البالغةِ إثرَ وقوعِها من سطحِ الدار عندما كانتْ منهمكةً بالتنظيف.. في يومِ الجمعة المبارك، من شهرِ رمضان الكريم، في اليوم السادس منه تحديداً.. دخلَ الأملُ إلى بيتِ السيّدِ هاشم، وعادتِ الحياةُ بأملِ أنْ تُرفَعَ ستائرُ الحزن بعدما انسدلتِ الخيبةُ في ذلك البيتِ الصغيرِ.. ذلك البيت الذي بنوا بقُربه مسجدًا متواضعًا نزولًا لرغبةِ السيّدِ هاشم حتى يؤدّيَ عبادتَه هناك، ويكون مقرًا لقراءته، والمكانَ الذي يخلو بِنفسهِ مع ربِّهِ ويتوسّلُ به إلى إمامِ زمانهِ (عليه السلام). استقبلها السيّدُ هاشم قائلًا: -اللهمّ صلِّ على محمدٍ وآلِ محمد، ما شاءَ الله، أنرتِ منزلكِ يا حبيبةَ قلبِ عمِّكِ. -النورُ نورُك يا عمّ، لقد اشتقتُ كثيرًا لسماعِ صوتك وأنتَ تُرتِّلُ القرآنَ.. اشتقتُ إليكم كثيرًا فقال الجميع: -ونحنُ أشوق.. اختلتِ الأُمُّ بابنتها وتحدّثتا بشوقٍ وبكاءٍ دامَ لنصفِ ساعة.. -لقد كُنتُ في غيبوبة.. ساعات عصيبة.. لم تُفارقْ عيني صوركم.. وكُنتُ خائفةً جدًا جدًا عليكِ يا ريحانةَ قلبِ والِدَتُكِ... -ونحنُ أيضًا يا أُمّي، مرَّ الوقتُ علينا بِصعوبةٍ، لكنَّ جدّي كانَ يُطمئنُنا دائمًا ويقول: والِدَتُكما بأمانةِ الإمامِ الحسين (عليه السلام)، ويقينًا سيُرجِعُها إليكم. أمّاه، لولا هذه الكلمات لَتقطّعتْ قلوبُنا عليكِ حزنًا في فترة غيابك يا عزيزتي... -الآنَ أخبريني كيفَ حالكِ؟ -أُمّاه أنا بأفضلِ حالٍ الآن، ولن أنسى فضلَ مولانا الإمامِ الحجة (عجل الله فرجه). -يا حبيبي يا مولاي يا صاحبَ الزمان روحي فداك.. أوصيكِ يا ابنتي بهذه الكلمات، لا تكُفّي عن ترديدها في كُلِّ وقتٍ تشعرين أنّكِ بحاجةِ الإمامِ.. -وما تلك الكلمات؟! -احفظيها جيدًا: يا أبا صالح أدركني. -حبيبُ قلبي يا سيّدي ومولاي (يا أبا صالح أدركني وأرشدني).. يتبعُ إنْ شاءَ الله (تعالى).

-ما هو تخطيطك للشهر الأصب؟ -أنتظِرُ انتهاء الظروف الصعبة، حتّى أُنجِز.. -إنها مع الحياة -ظروفنا الصعبة- فهل نؤجل الحياة.. (ولاسيما في شهور إحياء القلوب)؛ حتّى انقضاء ما لا ينتهي! ------- (وظّف ظروفك لصالحك، لا عليك.) بقلم/ كاردينيا-ياس #بِذارٌ-رَجَبية🌙

وقفاتٌ تربوية141 عزيزي المُربّي الكريم، تذكّرْ جيّدًا الآيةَ الكريمةَ: "إنَّ اللهَ لا يُغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم" فالتغييرُ يبدأُ منك ويمتدُّ لأبنائك، فتوكّلْ على اللهِ (تعالى) واسعَ لذلك.

(99) القهوةُ أنيقةٌ بلونِها، بعطرِها، وبوفائها، فلا يليقُ بها إلا مَنْ كانَ أنيقًا مثلَها. وهكذا من أرادَ أنْ يكونَ من أصحابِ الإمامِ (سلام الله عليه)، عليه أنْ يُطهِّرَ قلبَه أولًا، فلا مجالَ لقلبٍ مُلوَّثٍ في تلك الساحة الطاهرة.